الجمعة، 13 مارس 2015

مصنف ضمن:

علامات ودلالات رضا الله عن العبد




كيف تعلم أن الله راضٍ عنك؟
سؤال يحيرنا كثيراً ويشغل بالنا ولا نعلم كيف نجيب عنه.. لا نعلم هل ربنا راض عنا أم أننا بيننا وبين رضا الله عن حالنا مسافة شاسعة؟
كثير من الآيات في كتاب الله الكريم والأحاديث النبيوة الشريفة تحدثت عن رضا الله عن عباده ومحبته لهم وأسباب منحهم هذا الرضا وتلك المكانة التي يهبها الله لمن يختاره من عباده.
فقد قال الله في كتابه الكريم: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } آل عمران31 ، وقال سبحانه وتعالى : { رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } البينة8 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل فقال : إني أحب عبدي فأحبوه ، فينوه بها جبريل فى حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة العرش ، فيحبه أهل السماء السابعة ، ثم سماء سماء ، حتى ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يهبط إلى الأرض ، فيحبه أهل الأرض "
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الذهبى - المصدر : العرش - الصفحة أو الرقم : 44 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
ولكن ، هل تدرك كيف يحبك الله؟ 
أن تكون حبيباً لله تعني ان يرفعك إلى مكانة لا تتخيل كيف بلغتها فيكون ما تهواه وتتمناه وفق مراد ربك الكريم ، وما يبغضه اللههو الذي تكرهه ولا ترضاه لنفسك .

حينما يرضى عنك الله ستشعر أن العالم كله يخضع لك .. سترى البشر والسرور لك في قلوب من حولك .. وستشعر بفرحة كبيرة تتملكك كلما عملت عملاً أو أسديت معروفاً أو ساعدت انساناً أو قضيت حاجة محتاج ...!

وفيما يلي سنتعرف معاً على آيات وعلامات رضا الله عن عباده .. وعليك أن تسأل نفسك هل أنت ممن رضي الله عنهم ...
1- الهداية :
من دلائل رضا الله عنك أن يوفقك للهدى والإيمان وحب الطاعة .. وأن تسمتع بالعبادة وأن تكون في معية الله .. وأن تشعر أن لذتك الكبرى هي في إرضاء الله والخضوع له وفعل الطاعات من صلاة وصيام وقراءة قرآن وصدقة وقيام .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } محمد17


2 - اجتناب المعاصي :
من علامات رضا الله عن عباده أيضاً أن يوفقهم لإجتناب المحرمات والمعاصي ، فأنت تجد نفسك تعاف المعصية وتكره الإقتراب من أي شي يغضب رب العالمين ، وتحتقر نفسك إذا أتيت قولاً أو فعلاً لا يُرضى عنه الله ، ثم تجد نفسك تخجل وتحني رأسك كلما تذكرت ما فعلته من خطيئة أو ذنب ، فاعلم حينها أن الله وفقك للتوبة وأنها من علامات حبه لك ورضاه عنك .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت69


3 - إجابة الدعاء :
من دلائل رضا الله على العبد أن يكون مستجاب الدعوة ، فإذا كنت قريباً من الله تنفذ كل ما أمرك به فلابد أن يستجيب الله لدعائك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رُبَّ أشعثَ مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره " .الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2622 - خلاصة حكم المحدث : صحيح 

4 - مساعدة العباد :
هل تعلم أن من علامات رضا الله عنك أن يُسخرك لحاجة عباده .. إنك بهذه المنحة الإلهية تعمل وكأنك ظل الله على أرضه .. تسعى في عون عباده فيرضى عنك رب العباد ، قال رسول الله : " مَن نفَّسَ عن أخيهِ كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن سترَ مسلِمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ ، ومَن سلَكَ طريقًا يلتَمسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وما قعدَ قومٌ في مسجِدٍ يتلونَ كتابَ اللَّهِ ويتدارسونَهُ بينَهُم ، إلاَّ نزلت علَيهِمُ السَّكينةُ ، وغشيتهمُ الرَّحمةُ ، وحفَّتهمُ الملائِكَةُ ، ومن أبطأَ بِهِ عملُهُ لم يُسرِعْ بِهِ نسبُهُ "
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألبانى – المصدر : صحيح الترمذى - الصفحة أو الرقم : 2945 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
5 - حُسن الخلق :
هل تريد أن تعلم كم أنت محبوب لدى ربك ؟ كن خلوقاً ... فكلما كانت أخلاقك حسنة كلما زادت محبتك عند الله فيضع محبتك في قلوب عباده ، فالأخلاق مفتاح سحري لدخول القلوب من أوسع الأبواب .. والله يرضى عن العبد ذو الخلق الجميل ويبغض سلوكالعبد الجاحد المتكبر على عباد الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أرادَ اللهُ عز وجلَ بأهلِ بيتٍ خيراً أدخلَ عليهِمالرفقَ "
الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألبانى – المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 1219 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
6 - الموت على عمل صالح :
إذا رضي عنك الله ختم لك رحلتك في الحياة الدنيا على خير وجعل آخر أعمالك فيها خير ووفقك للتزود من الحسنات قبل الرحيل وجعل خيرك يغلب شرك وحينها ينتهي بك المطاف إلى جنات الخلود ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحبَّ اللهُ عَبدًا عسَّلَه . قالوا : ماعسَّلَه يا رسولَ اللهِ؟ قال : يُوفِّقُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَي أجلِه حتَّى يرضَى عنهُ جيرانُه أو قال : مَن حولَه "
الراوي : عمرو بن الحمق - المحدث : الألبانى – المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 3358 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
7 - الابتلاء :
هل تعلم كيف يكون البلاء نعمة ودليل على حب الله لك؟ كثيرون يرون أن المصائب هي غضب من الله على العبد أو هي بسبب إتيان المعصية ، ولكن المصيبة قد تكون هي سبب رضا الله عليك إذا كان عملك صالحاً ، فرسولنا الكريم يقول : " إذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا ابتلاهُ ... الحديثَ "
الراوي : أبو عنبة الخولاني - المحدث : السيوطى -المصدر : النكت على الموضوعات - الصفحة أو الرقم : 91 - خلاصة حكم المحدث : له شواهد بأسانيد جيدة

فالله يختبرك بمحنة هي عنده منحة وعندك مصيبة ليعلم هل أنت من الصابرين الراضين أم أنك من الذين يحتاجون وقتاً أطول لتصفو نفوسهم ويعلمون حقيقة منحة البلاء .

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 الاسلام ديني .